قصة ترويض النمر الحلقه الخامسه كامله من الجزء الاول للكاتبه نهـــى الشـــهاوى

الحلقة الخامسة من الجزء الاول - اللقاء الاول

ليالى تحدث لمياء على التليفون ....... و الله يا لمياء ما انا عارفة ..... بصراحة انا جبت اخرى من المواضيع دى و بصراحة اكبر انا استحملت كتير معاهم .... اه تقريبا بقالى ست شهور دراسة مشاريع و شحططة عشان دراسة الموقع و مفيش و لا مشروع بيرسى عليهم ........ و بعدين انا كمان مش معقول ........ انا طلعت ذوق و قلت مش عايزة مرتب بس دا مش معناه انى افضل ست شهور اصرف من فلوسى اللى انا محوشاها ......... اه اعتقد انى مش حبقى ندلة لو سبت المكتب دا حتى لغاية ميقدور يقفوا تانى على رجليهم ...... انا بكرة حكلم المهندس محمد .... بس المشكلة الاكبر انى الاقى شغل فى مكتب تانى انتى عارفة انا وصلت لمستوى مينفعش انزل منه ......... بذمتك عمرو يقدر ..... طيب اساليه و ردى عليا بس بسرعة ماشى ............ طيب يا حبيبتى ميرسى مع السلامة .

فارس و هو يجلس على مكتبة فى الشركة و منهمك فى مراجعة بعض اوراق التعاقد على مشروعه الجديد تدخل علية سالى السكرتيرة

( باشمهندس فارس فيه مهندسة اسمها ليالى عايزة تقابل حضرتك ) فارس و قد نظر الى سالى برفع نظره فقط دون وجه اليها

( ليالى مين ........؟؟؟ "

مش عارفة يا باشمهندس قالتلى انها عندها معاد مع حضرتك دلوقت " ... " معاد ايه ؟؟ انا مبديش حد مواعيد و انا عندى دراسة مهمة قوى كدة " ....... " يعنى اقولها ايه يا باشمهندس " .... فارس و قد بدء يتوتر فهو يريد التركيز " مش عارف و الله فكرى كدة تحبى نقولها ايه " .......سالى و قد انتبهت ان فارس ممكن يرد بحدية اكتر من كدة هى تعلم انه عندما يكون مشغولا لا يحب ان يقطع افكاره احد و لكنه طيب

فهمت سالى بالانسحاب من مكتبه .

و عند الباب نده عليها فارس " سالى استنى .... اه افتكرت دى اللى وصى عليها المهندس عمرو ... ايوة ايوة

دا قالى حبعتهالك النهاردة على المكتب ..... مش وقتها خالص ).

فارس و قد اعتدل بجلستة على الكرسى و خلع نظارته ( خليها تدخل ...عمرو عزيز عليا مش عايزة يزعل " ...... حاضر يا باشمهندس " ... " بس بصى دقيقتين كدة و تدخلى تفكرينى باى اجتماع يجى على بالك عشان انا مش عايز افصل و مفياش دماغ اتكلم مع حد... " بس انت معندكش اجتماعات النهاردة يا باشمهندس " ..... " حسبى الله و نعم الوكيل " ....... .. انا ايه اللى مصبرنى عليكى لحد دلوقت اتفضلى دخلهالى" ليالى و هى تجلس اما م فارس تجلس بكل ثقة بالنفس مرفوعة الراس فهى بارعة فى ان تجعل لها طله تعلم كيف تجلس و كيف تقف .... كيف 'تجعل اى انسان ينتبه اليها بل كيف تجعل اى انسان يريد التحدث اليها .

فارس و كل ما يشغل بالة فى الوقت الراهن ان ينهى هذه المقابلة سريعا حتى يعود الى اوراق العملية الجديدة فهو يعتمد على مكسب هذه العملية

لتكبير مكتبه انه يحلم ان يجعلها شركة مقاولات كالمقاولون العرب او طلعت مصطفى ينظر الى ليالى نظرات سريعة ينقل بصره اليها تارة ثم الى الاوراق تارة اخرى ( ها يا باشمهندسة ايه الاخبار "... " الحمد لله تمام " .......... " المهندس عمرو كلمنى عليكى و بيشكرلى فيكى جدا .....

و المهندس عمرو صعب يشكر فى حد ما بالك مهندسة كمان ..... )

خرجت هذه الكلمة دون قصد من فارس فهو لا يقلل من شان ليالى كونها مهندسة فهو لم يربى على عدم احترام الانثى و لكن يمكن ان نقول انه قال هذه الجملة و هو فى حالة عدم وعى بسبب انشغال باله و لكن جملة كهذه لا تمر على ليالى مر الكرام فقد استفزتها الجملة بشكل كبير جعلتها تقوم بانزال رجلها و تعتدل فى جلستها و تبدا بالكلام ( مش فاهمة قصدك ايه فى ما بالك مهندسة ....... هو فى مشكلة عشان انا مهندسة و لا حاجة )

فارس و قد ادرك انه تفوه بكلمات غير مقصودة و لكن محسوبة عليه فرفع نظره الى ليالى و تكلم بشكل سريع ( لا لا ابدا يا مودموازيل انا

مقصدش حاجة المهندسات على عينا و على راسنا دول زمايلنا بس بقول يعنى ان المهندس عمرو مش بيقتنع اوى بالمهندسات فى المواقع ....... ) ادرك فارس انه بيعك للمرة الثانية فاراد قطع الحديث الفاشل دا و قال لليالى ( "ها تشربى ايه يا مودموازيل ...... " اشرب

قهوة مظبوط .... و يا ريت تندهنى بالباشمهندسة افضل " ....... " اه اكيد اكيد " .... و ضغط فارس على زر الاستدعاء فدخلت عليه سالى

السكرتيرة و ما ان دخلت و قبل ان يتحدث فارس قالت له ( معاد الاجتماع يا باشمهندس .... ها ) ففى هذه اللحظة اراد ان يقوم بحركة كرتونية حيث يحمل قرص قاطع يحدفة على راس سالى لتنقطع و يرجع له القرص برقبتها ... حتى يشفى غليله منها فهى تصرفت و كانها تقول لليالى ( بصى احنا عاملين عليكى تمثيلية الاجتماع ومن الاخر بنزحلقك )

سكت فارس لعدة لحظات قبل ان يتكلم موجه كلامه لسالى اطلبيلنا اتنين قهوة مظبوط و الغى الاجتماع " ... "

حاضر يا باشمهندس و قد توجهت سالى الى الباب و هى تبرطم بكلمات غير مفهومة "

فارس و قد اعتدل فى جلستة و كانها مقابلة من اول و جديد حتى يلغى الانطباع السئ ( ها يا باشمهندسة عرفت انك اشتغلتى من ساعة متخرجتى .... فعلا ؟ )

ليالى و قد استعادت جلستها التى توحى بقمة الثقة فى النفس و الذى لفت انتباه فارس ايضا

( " اه انا اشتغلت اول ما اتخرجت و قبل حتى ما استلم الشهادة ........ " ياه ما شاء الله دا انتى بتحبى شغلك قوى كدة " ... " طبعا هى الواحدة ليها ايه غير شغلها " ..... " نظر فارس نظرة سريعة الى اعلى كانه يفهم هذه الجملة و تسائل ( اول مرة اسمع من بنت جملة الواحد له ايه غير شغلة ... طيب و الجواز و البيت و العيال " ملهمش وجود ......ايه الخيبة دى . ) هذا ما دار فى ذهن فارس و لكن لا مجال للحديث فهذه اول مرة يجلس مع ليالى .

تكلمت ليالى مع فارس باسلوب منظم يبهر اى شخص يستمع اليها و كانت شديدة التفاخر بانجازاتها فهى ترى انها قامت بانجازات كانجاز السد العالى مثلا ...........

فارس و هو يستمع اليها باهتمام و يقول فى ذهنة ( انتى بصراحة اللى عاجبنى فيكى انك فخورة باللى عملتية ..... فعلا مهم جدا ان الانسان يكون راضى عن عمله ......... بس برضو مش بالشكل دا .... دى محسسانى ان انا اللى حشتغل عندها عشان اتعلم ..... هو انا مكتوب عليا يتجمع فى مكتبى الناس الغريبة دى ......... مش كفاية عليا سالى ....؟!!! )

...........................